مع اقتراب إصدار Battlefield 6 تتجه الأنظار إلى واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في ألعاب التصويب الجماعية: نظام المطابقة حسب المهارة أو ما يُعرف بـ SBMM. وبينما تتصاعد النقاشات في أوساط اللاعبين حول تأثير هذا النظام على تجربة اللعب، تكشف تصريحات شركة EA عن توجه مختلف قد يعيد تشكيل طريقة فهمنا للمنافسة في الألعاب الجماعية.
لمن لا يعلم فإن SBMM هي خاصية في محرك البحث عن الألعاب الجماعية على الشبكة تستند على كفاءة أو مهارة اللاعبين ولكن تلك الميزة طالما كانت مثار انتقاد من قبل اللاعبين. يتم تطبيق الخاصية بطريقتين، الأولى من خلال ملئ غرفة اللعب الجماعي أو “lobby” باللاعبين المتمرسين حصراً، لتفرقتهم عن اللاعبين الأقل قدرةً وخبرة، والثانية من خلال توزيع اللاعبين في فريقين متوازنيين بحسب معدلات نقاط الخبرة والمهارة للاعبين في الفريقين.
كيف ستستخدم Battlefield 6 نظام المطابقة حسب المهارة (SBMM)
وفقًا لتقرير نشره موقع GameSpot، أكدت EA أن نظام المطابقة في Battlefield 6 سيأخذ المهارة بعين الاعتبار، لكنه لن يكون العامل الحاسم في تحديد المباريات. بل سيتم التركيز على عوامل أخرى هي:
- موقع اللاعب الجغرافي
- سرعة الاتصال (Ping)
- توفر الخوادم
- عامل المهارة بدرجة محدودة
اختلاف النظام حسب الأطوار
نظام المطابقة سيختلف حسب طور اللعب وعدد اللاعبين. على سبيل المثال:
- طور Conquest قد يركز على ملء الخوادم أولًا
- الأطوار التنافسية أو المصنفة ستعتمد أكثر على المهارة
لماذا تضيف Battlefield 6 خاصية SBMM؟
وفقًا للمطورين، الهدف الأساسي من SBMM هو تحقيق توازن أكبر في المواجهات، بحيث:
-
لا يشعر اللاعب المبتدئ بالإحباط أمام المحترفين.
-
يحصل اللاعب الخبير على تحديات حقيقية بدلًا من مباريات سهلة.
-
تقليل معدل الانسحابات من المباريات بسبب الفارق الكبير في المهارات.
كيف سيؤثر SBMM على تجربة اللعب؟
هناك جانبان لهذه الميزة:
الإيجابيات
-
مباريات أكثر عدلاً وتنافسية.
-
فرص أكبر للفوز للاعبين الجدد.
-
تحسين جودة تجربة اللعب الجماعي.
السلبيات
-
قد يواجه اللاعبون المحترفون مباريات مرهقة جدًا بسبب تواجد خصوم بنفس المستوى أو أعلى.
-
قد تزيد أوقات الانتظار قبل بدء المباراة في بعض الأوقات.
ردود فعل المجتمع
انقسم مجتمع اللاعبين حول هذه الميزة:
-
المؤيدون يرون أنها ستجعل اللعبة ممتعة ومتوازنة للجميع.
-
المعارضون يخشون من فقدان العشوائية الممتعة التي اشتهرت بها السلسلة.
SBMM في Battlefield 6: توازن أم تهرب من الجدل؟
هذا التوجه يثير عدة تساؤلات:
- هل يرضي هذا اللاعبين المحترفين؟
اللاعبون ذوو المهارات العالية غالبًا ما يطالبون بنظام يضمن لهم منافسة عادلة مع خصوم في نفس المستوى. تجاهل المهارة كمحور أساسي قد يؤدي إلى مباريات غير متوازنة، حيث يواجه لاعبون متمرسون خصومًا أقل خبرة، مما يضعف التحدي ويشوّه تجربة اللعب. - هل سيؤدي إلى مباريات غير متوازنة؟
في أطوار مثل Conquest، حيث يتم التركيز على ملء الخوادم، قد تكون الأولوية لتوفير تجربة سلسة وسريعة على حساب التوازن المهاري. هذا قد يرضي اللاعبين العاديين، لكنه يزعج من يبحثون عن منافسة حقيقية. - كيف يختلف هذا عن Call of Duty؟
على عكس Battlefield، تعتمد Call of Duty بشكل أكبر على SBMM، مما يؤدي إلى مباريات أكثر تنافسية ولكن أيضًا أكثر توترًا. بعض اللاعبين يرون أن هذا يقتل متعة اللعب العفوي، بينما يراه آخرون ضرورة لضمان العدالة لذا تبدوBattlefield 6 وكأنها تحاول إيجاد توازن بين الطرفين، لكن هل سينجح؟
مقارنة SBMM بين Battlefield 6 وCall of Duty
إليك جدولًا يوضح الفرق بين نظام التوفيق بين اللاعبين المعتمد على المهارة (SBMM) في Battlefield 6 وCall of Duty، بناءً على أحدث التقارير والتصريحات الرسمية:
| العنصر | Battlefield 6 | Call of Duty (Modern Warfare / Black Ops) |
| درجة تأثير المهارة | منخفضة نسبيًا – تُؤخذ بعين الاعتبار ولكن ليست العامل الأساسي | عالية جدًا – المهارة عامل أساسي في التوفيق |
| عوامل التوفيق الأخرى | الموقع الجغرافي، الـPing، توفر الخوادم، عدد اللاعبين | المهارة، معدل القتل/الموت، الأداء السابق |
| الأنماط المتأثرة | الأطوار التنافسية فقط (مثل Ranked) | جميع الأطوار تقريبًا، بما فيها اللعب العادي |
| ردود فعل اللاعبين | إيجابية نسبيًا – يشعرون بحرية أكبر في اللعب | مختلطة – بعض اللاعبين يشعرون بالإرهاق والضغط |
| إمكانية تعطيل SBMM | غير مؤكدة – لكن EA تلمّح إلى مرونة في النظام | تم تعطيله “سرًا” في بعض الإصدارات حسب تقارير |
| دعم المجتمعات المحلية | EA وعدت بخوادم دائمة ودعم للمناطق منخفضة الكثافة | تركيز أقل على المجتمعات المحلية، خاصة في الخليج |
تحليل سريع:
- Battlefield 6 يبدو أنه يتجه نحو نظام أكثر مرونة، يوازن بين المهارة والعوامل التقنية مثل الموقع والـPing، مما قد يخدم اللاعبين العرب بشكل أفضل.
- Call of Duty تعتمد على SBMM بشكل مكثف، مما يجعل التجربة أكثر تنافسية ولكن أيضًا أكثر ضغطًا، خاصة لمن يلعبون من مناطق ذات اتصال ضعيف.
أطوار اللعب: SBMM ليس موحدًا
من المهم الإشارة إلى أن نظام المطابقة في Battlefield 6 سيختلف حسب طور اللعب وعدد اللاعبين. فمثلًا، طور Conquest قد يعطي الأولوية لملء الخوادم، بينما الأطوار التنافسية أو المصنفة ستعتمد أكثر على المهارة. هذا التباين قد يكون مفتاحًا لفهم فلسفة EA: تقديم تجربة مرنة تناسب مختلف أنواع اللاعبين.
ماذا يريد اللاعبون؟
المنتجة “أليكسا كريستوفي” كشفت عن أبرز مطالب اللاعبين فيما يتعلق بالخوادم والمجتمع داخل اللعبة، وهي:
- خوادم دائمة
اللاعبون يريدون أماكن ثابتة يمكنهم العودة إليها، مما يعزز الإحساس بالانتماء ويخلق مجتمعات داخل اللعبة. - إمكانية اختيار الخرائط والأطوار
بدلاً من الاعتماد الكامل على المطابقة التلقائية، يرغب اللاعبون في حرية اختيار ما يناسبهم، سواء من حيث نوع المعركة أو البيئة. - دعم المناطق ذات الكثافة المنخفضة
هذا المطلب مهم جدًا للاعبين في مناطق مثل الخليج أو بلاد الشام، حيث قد تكون الخوادم محدودة أو بعيدة جغرافيًا، مما يؤثر على جودة الاتصال.
- إحساس بالمجتمع
- إمكانية اللعب مع الأصدقاء
- تصفية حسب سرعة الاتصال وعدد اللاعبين
تجربة اللاعبين العرب في ألعاب التصويب باتلفيلد أو كود: بين التحدي والحرمان
في العالم العربي، يعاني اللاعبون من عدة تحديات تؤثر على تجربة اللعب الجماعي، أبرزها:
أولًا: ارتفاع الـPing بسبب بعد الخوادم
في معظم ألعاب التصويب الجماعية، يتم توزيع الخوادم في مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل أوروبا الغربية، أمريكا الشمالية، وشرق آسيا. أما منطقة الخليج، فتفتقر إلى وجود خوادم محلية مستقلة، مما يؤدي إلى:
- تأخر الاستجابة في اللعب الجماعي، خاصة في أطوار تعتمد على ردود فعل سريعة مثل Team Deathmatch أو Conquest.
- شعور اللاعبين بعدم العدالة، حيث يواجهون خصومًا يتمتعون باتصال أسرع وأكثر استقرارًا.
- انسحاب بعض اللاعبين من الأطوار التنافسية بسبب الإحباط الناتج عن التأخير التقني.
هذا التحدي لا يقتصر على Battlefield، بل يمتد إلى ألعاب مثل Call of Duty، حيث أظهرت تقارير أن تعطيل SBMM أدى إلى زيادة الانسحاب من المباريات بسبب عدم التوازن.
ثانيًا: غياب خيارات تخصيص الخادم أو اللغة
العديد من اللاعبين العرب يواجهون صعوبة في العثور على خوادم:
- تتحدث بلغتهم
- تحتوي على أطوار أو خرائط مفضلة
- تضم مجتمعًا محليًا يمكن التفاعل معه
غياب هذه الخيارات يؤدي إلى:
- عزلة داخل اللعبة، حيث يشعر اللاعب أنه مجرد رقم في نظام عالمي لا يراعي خصوصيته.
- صعوبة في تكوين صداقات أو فرق ثابتة، مما يضعف الإحساس بالانتماء.
- تراجع في التفاعل المجتمعي داخل اللعبة، وهو ما يتناقض مع رغبة اللاعبين التي عبّرت عنها المنتجة “أليكسا كريستوفي”، حيث طالبوا بخوادم دائمة وإحساس بالمجتمع.
ثالثًا: صعوبة تكوين مجتمعات داخل اللعبة
في ظل غياب أدوات دعم المجتمعات المحلية، مثل:
- خوادم مخصصة
- فعاليات إقليمية
- دعم لغوي كامل
يجد اللاعبون العرب أنفسهم في بيئة غير محفزة للتفاعل الجماعي. هذا يؤثر على:
- نمو الفرق المحلية أو “الكِلانات”
- تنظيم البطولات أو الفعاليات المجتمعية
- مشاركة اللاعبين في تطوير اللعبة عبر التغذية الراجعة
الحل يكمن في أن تستثمر الشركات مثل EA وActivision في دعم المناطق ذات الكثافة المنخفضة، كما وعدت EA في تصريحاتها الأخيرة.
تصريحات “كريستوفي” حول دعم المناطق ذات الكثافة المنخفضة قد تكون بارقة أمل، لكنها تحتاج إلى تنفيذ فعلي على أرض الواقع، وليس مجرد وعود.
بالختام، هل Battlefield 6 تقدم حلاً وسطًا؟
من خلال المزج بين عوامل المهارة والموقع الجغرافي، يبدو أن EA تحاول تقديم تجربة أكثر شمولًا، لا تقتصر على المحترفين فقط، بل تشمل اللاعبين العاديين أيضًا. لكن هذا التوازن هش، وقد ينهار إذا لم يتم ضبطه بدقة.
- إذا تم تجاهل المهارة تمامًا، ستفقد اللعبة طابعها التنافسي.
- وإذا تم التركيز عليها بشكل مفرط، سيشعر اللاعبون العاديون بالإحباط.
الحل يكمن في تقديم أطوار مختلفة تلبي احتياجات الجميع، مع توفير خيارات تخصيص واسعة تسمح للاعبين بالتحكم في تجربتهم.
