
نستكمل مقالتنا
Super Mario Advance 3: Yoshi’s Island (GBA)
نقل واحدة من أبرز ألعاب المنصات من Super Nintendo إلى Game Boy Advance شكّل خطوة منطقية، نظرًا لقدرة الجهاز المحمول على تقديم رسومات بجودة 16-بت. هذا الإصدار لا زال جديرًا بالتجربة حتى اليوم، إذ يُعد من أروع ألعاب المنصات التي صممت على الإطلاق. يهدف هذا التقييم إلى استعراض الأساسيات وتوضيح مدى توافق نسخة GBA مع النسخة الأصلية.
قدّمت اللعبة تجربة مختلفة عن القالب الكلاسيكي لسلسلة Super Mario World، حيث أصبح Yoshi هو الشخصية الأساسية، وقاد رحلة إنقاذ Baby Luigi برفقة Baby Mario. أسلوب اللعب تغيّر بالكامل، وارتكز على حركات Yoshi الخاصة مثل الجري التلقائي، والقفز، والابتلاع، مع إمكانية تحويل الأعداء إلى بيضات تُستخدم في الرمي بطريقتين مختلفتين بحسب الدقة أو السرعة المطلوبة. قفزة الرفرفة التي تمنح Yoshi وقتًا إضافيًا في الهواء أضافت عمقًا للتنقل، وكانت ضرورية لتجاوز العقبات الدقيقة.
أبرز أسلوب التحكم والتصميم اختلاف اللعبة عن مغامرات Mario المعتادة، إذ جذبت عشاق الاستكشاف وجمعت بين الحرية والعمق. لم تحتوي المراحل على عدّاد زمني، بل امتلأت بعناصر خفية مثل الزهور والنجوم والعملات الحمراء، وكان جمعها مرتبطًا بالحصول على تقييم نهائي لكل مرحلة. الحصول على تقييم مثالي في كل مرحلة فتح مراحل جديدة، ما زاد من قيمة الإعادة والتحدي.
تميّز تصميم المراحل بطوله وغناه، واحتوى على مواجهات زعماء في نهاية كل عالم، مع أفكار مبتكرة مثل الغيوم التي تُخدر Yoshi وتحوّل البيئة إلى حالة من التشوش. تجاوز اللعبة بنسبة إكمال 100% تطلب مهارة عالية، واستغرق وقتًا طويلًا بفضل نظام جمع العناصر والكنوز الخفية. الأدوات القابلة للفتح مثل العدسة المكبرة التي تكشف العملات الحمراء كانت ضرورية لمن يسعون لاكتشاف كل شيء.
قدّمت اللعبة تجربة عادلة للمبتدئين أيضًا، إذ منحت عددًا كبيرًا من الأرواح، وقلّلت من احتمال الموت الفوري. عند إصابة Yoshi، ينفصل Baby Mario في فقاعة زمنية، ويبدأ عدّ تنازلي، وعلى اللاعب استعادته قبل نفاد الوقت، ما أضفى لحظات توتر ممتعة دون أن يكون العقاب قاسيًا. نقاط التفتيش المنتشرة ساعدت على تقليل الإحباط عند الفشل، ووفّرت توازنًا في مستوى الصعوبة.
الجودة البصرية بقيت مبهرة، إذ حافظت الرسومات على طابع كراسة التلوين، وجاءت الألوان زاهية، مع إضافة صوت Yoshi المأخوذ من نسخة N64. خفّض الانتقال إلى الشاشة الصغيرة قليلًا من وضوح الرؤية، إذ أظهر أحيانًا عناصر أقل من البيئة المحيطة، مما جعل بعض الفخاخ والمخاطر تظهر فجأة. كما ظهرت انخفاضات طفيفة في معدل الإطارات عند ازدحام العناصر على الشاشة، لكنها لم تؤثر على التجربة بشكل عام.
احتوت النسخة المحمولة أيضًا على نسخة من لعبة Mario Bros. الأصلية من الآركيد، كإضافة جانبية للترفيه. ورغم أنها افتقدت لميزة اللعب الجماعي في إصدار 3DS، إلا أن اللعبة الرئيسية ظلت قوية ومليئة بالمحتوى والقيمة، وأكدت مكانتها كإحدى أعظم ألعاب المنصات التي صممت على الإطلاق.